يختلف الناس في صيام الأطفال في تحديد السن المناسب للصوم و ليس هناك فيما أعلم سن محددة شرعا لهذا الغرض ، و لو نظرنا إلى النصوص التي تحث على ترغيب الأطفال في العبادة نجد حديث النبي صلى الله عليه و سلم يقول : مروا أبناءكم بالصلاة لسبع و اَضربوهم عليها لعشر.. فمن بنى عمله على شق الحديث الأول و هو سبع سنوات فقد أصاب و من بنى على الشق الثاني و هو عشر سنوات فقد أصاب، و من المعقول أن الوالدين و بالأخص الأم هي التي تستطيع أن تختار الوقت المناسب لطفلها مراعية في ذلك الأمور التالية :
-السن : فلا تجازف في دعوة طفلها إلى ما دون السبع أو العشر
-الصحة: أن تراعي حالته الصحية من حيث القوام و البنية فقد يكون الطفل في مثل هذا السن ضعيف البنية قليل الصحة و العكس صحيح
- مراعاة التدرج: و هو أن تبدأ مع صغيرها بالتدرج في الصوم بحيث تبدأ معه أول مرة لبضع ساعات من النهار ثم نصف يوم و هكذا إلى أن تصل به إلى صوم يوم كامل ، ثم تتخلل به الأيام حتى يصبح قادرا على متابعة الأيام في سنوات عمره الموالية..
و مما ينبغي التنبيه عليه ما يلي :
- استعمال أسلوب الترغيب و التحبيب في دعوة الطفل للصوم
-الحرص على سحوره حتى يستطيع مقاومة الجوع و العطش في النهار
-مراقبة الطفل طيلة النهار مع توفير الراحة اللازمة له
-و الجميل في ذلك كله عند إتمام يومه الأول كاملا أن تعد له حفلة عائلية تكون تذكارا بأول صوم ليوم كامل له تخلد ذكراه بالصور و الأناشيد و الأهازيج و يلبس فيه حلة جميلة تزيده فرحا و ابتهاجا ..
و بهذا نكون قد قمنا بغرس حب هذه العبادة في نفوس أطفالنا بأفضل الأساليب ، فلا نلزم في غير وقت اللزوم و لا نهمل حتي إذا شب على ترك الصيام كان عليه عسيرا حين يصل سن البلوغ..